تدريس الصينية في السعودية- رؤية استراتيجية نحو الشرق
المؤلف: حمود أبو طالب11.27.2025

خلال الأسبوع المنصرم، استقبلت المملكة العربية السعودية أفواجًا من المعلمين والمعلمات الصينيين، إيذانًا ببدء تدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية. هذه الخطوة تمثل بداية تحول مؤسسي جاد نحو اللغة الصينية، مما سيُسهم في تكوين جيل سعودي مُلم بلغة شعب بات يُنافس الغرب بقوة في مجالات العلوم والاقتصاد والثقافة، بل ويتفوق عليه في بعض النواحي، وقد يمتلك تقنيات متطورة لا تمتلكها حتى بعض الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا القرار الاستراتيجي، الذي تبنته رؤية المملكة 2030، يحمل في طياته دلالات متعددة. فهو يؤكد، من جهة، الرغبة الأكيدة في التحرر من الهيمنة الثقافية الغربية التي أثرت بشكل كبير على أجيال متعاقبة من السعوديين، وذلك بحكم الدراسة في الجامعات الغربية، بدءًا من الجيل الأول الذي شكل النخبة التكنوقراطية التي قامت عليها مؤسسات الدولة الحديثة، وصولًا إلى الأجيال اللاحقة. فمن الطبيعي أن يميل الشخص إلى الثقافة التي تشربها في تعليمه وجزء كبير من حياته، وأن يعتبرها النموذج الذي يقتدي به، وهو ما يسعد الغرب، الذي يطمح في أن يبقى العالم يدور في فلكه معتمدًا عليه.
صحيح أن الغرب كان الخيار الوحيد المتاح لنا في الماضي، لغته وتعليمه وثقافته، لأنه كان رائد الثورة الصناعية والتقنية والتقدم العلمي، وكانت الفجوة شاسعة بينه وبين الشرق في هذا المضمار، مما جعل الاعتماد عليه أمرًا أساسيًا، بل حتميًا. لكن الخريطة العالمية تغيرت اليوم، ولم يعد الغرب وحده يحتكر العلوم والتقنيات الحديثة، فقد نهض الشرق وتخلص من عباءة الاتكال والتبعية في العديد من دوله. وعندما نتحدث عن الصين، فإننا نتحدث عن نموذج فريد من نوعه، ينافس بقوة على صدارة العالم باقتصاده وعلومه، بالإضافة إلى سحر تاريخه وخصوصية ثقافته ومجتمعه. إنه العملاق الصاعد الذي يثير قلقًا بالغًا لدى الغرب، الذي لا يرحب بتقارب الآخرين معه.
بالتأكيد، لن يلغي طرفٌ طرفًا آخر، ولن يستغني العالم عن أي منهما، سواء الكتلة الغربية أو العملاق الصيني. ويحق للدول ذات السيادة إقامة علاقات متوازنة مع كلا الطرفين لتحقيق مصالحها. لكن يجب على الغرب أن يتخلى عن وهم قيادة العالم إلى الأبد، وعن فرض إملاءاته على الدول فيما يجب أن تفعله وما لا يجب أن تفعله.
هذا القرار الاستراتيجي، الذي تبنته رؤية المملكة 2030، يحمل في طياته دلالات متعددة. فهو يؤكد، من جهة، الرغبة الأكيدة في التحرر من الهيمنة الثقافية الغربية التي أثرت بشكل كبير على أجيال متعاقبة من السعوديين، وذلك بحكم الدراسة في الجامعات الغربية، بدءًا من الجيل الأول الذي شكل النخبة التكنوقراطية التي قامت عليها مؤسسات الدولة الحديثة، وصولًا إلى الأجيال اللاحقة. فمن الطبيعي أن يميل الشخص إلى الثقافة التي تشربها في تعليمه وجزء كبير من حياته، وأن يعتبرها النموذج الذي يقتدي به، وهو ما يسعد الغرب، الذي يطمح في أن يبقى العالم يدور في فلكه معتمدًا عليه.
صحيح أن الغرب كان الخيار الوحيد المتاح لنا في الماضي، لغته وتعليمه وثقافته، لأنه كان رائد الثورة الصناعية والتقنية والتقدم العلمي، وكانت الفجوة شاسعة بينه وبين الشرق في هذا المضمار، مما جعل الاعتماد عليه أمرًا أساسيًا، بل حتميًا. لكن الخريطة العالمية تغيرت اليوم، ولم يعد الغرب وحده يحتكر العلوم والتقنيات الحديثة، فقد نهض الشرق وتخلص من عباءة الاتكال والتبعية في العديد من دوله. وعندما نتحدث عن الصين، فإننا نتحدث عن نموذج فريد من نوعه، ينافس بقوة على صدارة العالم باقتصاده وعلومه، بالإضافة إلى سحر تاريخه وخصوصية ثقافته ومجتمعه. إنه العملاق الصاعد الذي يثير قلقًا بالغًا لدى الغرب، الذي لا يرحب بتقارب الآخرين معه.
بالتأكيد، لن يلغي طرفٌ طرفًا آخر، ولن يستغني العالم عن أي منهما، سواء الكتلة الغربية أو العملاق الصيني. ويحق للدول ذات السيادة إقامة علاقات متوازنة مع كلا الطرفين لتحقيق مصالحها. لكن يجب على الغرب أن يتخلى عن وهم قيادة العالم إلى الأبد، وعن فرض إملاءاته على الدول فيما يجب أن تفعله وما لا يجب أن تفعله.
